أخبار العالم

لندن وبرلين تتفقان على تعزيز مكافحة مهرّبي البشر 2025

لندن وبرلين تتفقان على تعزيز مكافحة مهرّبي البشر 2025

من خلال موقعنا نيوز الخليج نوضح لكم ان لندن وبرلين تتفقان على تعزيز مكافحة مهرّبي البشر 2025 — في خطوة تعكس تصاعد القلق الأوروبي من تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية، أعلنت كل من المملكة المتحدة وألمانيا عن اتفاق جديد يهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي في مكافحة شبكات تهريب البشر. يأتي هذا الاتفاق ضمن جهود مشتركة للحد من تدفق المهاجرين عبر طرق غير قانونية، ويدعم الإجراءات الأمنية واللوجستية بين الجانبين لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية.

لندن وبرلين تتفقان على تعزيز مكافحة مهرّبي البشر 2025: خطوة جديدة نحو تحالف أوروبي أمني متكامل

في تحرك سياسي وأمني يعكس حجم التحديات التي تواجهها أوروبا في ظل تصاعد الهجرة غير النظامية، اتفقت المملكة المتحدة وألمانيا على تعزيز تعاونهما المشترك في مكافحة مهرّبي البشر، وذلك خلال الزيارة الرسمية الأولى للمستشار الألماني فريديريش ميرتس إلى لندن. ويأتي هذا الاتفاق تتويجًا لجهود ثنائية وأوروبية متصاعدة تهدف إلى التصدي لظاهرة التهريب البشري التي تؤرق حكومات القارة، وتؤجج التوترات السياسية والاجتماعية.

أول زيارة رسمية ومحادثات استراتيجية

خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد الخميس في العاصمة البريطانية، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن “امتنان كبير” لألمانيا على موقفها الجديد، مشيرًا إلى أنّ برلين وافقت على تعديل تشريعاتها خلال هذا العام لتجريم كافة أشكال تسهيل الهجرة غير النظامية إلى بريطانيا. وأوضح ستارمر أن هذا التعديل يمثل نقلة نوعية في التعاون الأمني بين البلدين، خاصة في ظل تصاعد أعداد المهاجرين الذين يعبرون إلى بريطانيا عبر القوارب الصغيرة انطلاقاً من دول أوروبية، من بينها ألمانيا.

وأشار ستارمر إلى أن هذه الخطوة ستُمكّن السلطات من مصادرة القوارب الصغيرة التي تُستخدم في عمليات التهريب، سواء كانت موجودة في ألمانيا أو تم نقلها إليها، ما يعزز من قدرات الردع ضد شبكات التهريب العابرة للحدود.

ألمانيا كمحطة انطلاق للتهريب عبر المانش

تُعتبر ألمانيا إحدى المحطات الرئيسية التي تمر بها القوارب المطاطية المستخدمة في عمليات تهريب البشر عبر قناة المانش، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عام 2025 سجل أرقامًا قياسية في عدد الرحلات، إذ تجاوز عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الساحل الإنجليزي عبر هذه القوارب أكثر من 22 ألف شخص، وهو رقم مقلق دفع لندن إلى تكثيف جهودها مع الشركاء الأوروبيين.

وأكد المستشار الألماني فريديريش ميرتس أنه ناقش هذا الملف بجدية مع الجانب البريطاني، قائلاً: “أجرينا محادثة شاملة مع رئيس الوزراء ستارمر للتعاون الوثيق في هذا الملف الإنساني والأمني المعقد”، لافتًا إلى ضرورة التعاون الثلاثي بين بلاده، وبريطانيا، وفرنسا.

اتفاقية ثلاثية مرتقبة مع فرنسا

في إطار توسيع دائرة التعاون، كشف ميرتس عن اقتراب التوصل إلى اتفاقية ثلاثية تجمع بين ألمانيا، المملكة المتحدة، وفرنسا، تهدف إلى الحد من الهجرة غير النظامية عبر مقاربة موحدة ومتكاملة. وأضاف: “نريد تقليص هذه الظاهرة بشكل كبير في جميع أنحاء أوروبا، عبر إجراءات أمنية وتشريعية مشتركة”.

ومن المنتظر أن يزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون العاصمة الألمانية برلين خلال الأسبوع القادم، في زيارة تستكمل مسار الجهود الأوروبية المشتركة، خاصة بعد زيارته الأخيرة إلى إنجلترا.

معاهدة كينسينغتون: تعزيز الصداقة بعد البريكست

أعلن الجانبان البريطاني والألماني توقيع معاهدة صداقة جديدة أُطلق عليها اسم “معاهدة كينسينغتون”، اعتبرها كير ستارمر “اتفاقًا تاريخيًا” يفتح آفاقًا جديدة للعلاقات الثنائية بعد فترة من الجمود والتوترات التي تلت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وتنص المعاهدة على عدد من البنود التي تشمل تبسيط إجراءات الحدود بين البلدين، بما في ذلك السماح للبريطانيين باستخدام البوابات الإلكترونية عند الوصول إلى ألمانيا، ما يسرّع من عمليات فحص الجوازات ويخفف من الزحام، وذلك بدءًا من نهاية أغسطس المقبل.

تسهيلات للشباب والتبادل التعليمي

تضمّن الاتفاق كذلك بندًا يُسهم في تعزيز التبادل التعليمي والثقافي بين البلدين، حيث أعلن ميرتس أن المعاهدة تتضمن اتفاقًا لتبسيط إجراءات الحدود خلال عمليات التبادل المدرسي، معتبرًا أن تعريف الأجيال الجديدة بكلا البلدين يمثل “أساسًا جيدًا لتطوير العلاقات الثنائية”.

هذه الخطوة تأتي في إطار دعم التفاهم بين الشعوب، وكسر الحواجز الثقافية بعد سنوات من الابتعاد الناتج عن البريكست، كما تعكس رغبة مشتركة في إعادة بناء الجسور بين الشباب الأوروبي.

التعاون الدفاعي والتقني: رسالة أمنية لأوروبا

بعيدًا عن ملف الهجرة، أكدت لندن وبرلين نيتهما تعزيز التعاون الدفاعي والعسكري، خاصة في ظل التهديدات المتزايدة على خلفية الحرب في أوكرانيا. ووفق بيان صادر عن “داونينغ ستريت”، فإن الاتفاق يعكس رغبة البلدين في “تعزيز الأمن الأوروبي الأطلسي وضمان الردع الفعّال ضدّ المعتدين المحتملين”.

وتشمل الشراكة العسكرية الجديدة التعاون في صادرات الأسلحة، وخاصة أنظمة مثل آليات “بوكسر” وطائرات “تايفون”، بالإضافة إلى خطط مستقبلية لتطوير صواريخ بعيدة المدى، قد يتجاوز مداها 2000 كيلومتر، وهو ما يفوق مدى صواريخ “ستورم شادو” الفرنسية البريطانية.

تعاون في الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية

لم تقتصر الاتفاقية الجديدة على الملفات الأمنية والدفاعية، بل امتدت إلى المجالات التكنولوجية والاقتصادية، حيث اتفق الطرفان على التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، باعتباره من المجالات الاستراتيجية التي ستحدد مستقبل الاقتصاد العالمي.

وعلى صعيد البنية التحتية، بدأ العمل بين البلدين لتحسين خطوط السكك الحديد، وخاصة بعد إعلان شركة “يوروستار” في الشهر الماضي عن خطة لإطلاق خط قطار مباشر يربط فرانكفورت ولندن بحلول عام 2030، ليكون أول خط مباشر من نوعه بين ألمانيا والمملكة المتحدة.

تحسن في العلاقات بعد “الطلاق الأوروبي”

وفي تصريح لافت، قال مصدر حكومي ألماني إن مستوى العلاقات الحالية بين ألمانيا وبريطانيا “تحسن بشكل كبير”، مقارنة بالفترة التي أعقبت خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، واصفًا تجربة البريكست بأنها كانت “مؤلمة”.

من جانبه، أعرب المستشار ميرتس عن أسفه الشخصي بشأن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، لكنه أكد أن المرحلة الجديدة تشهد انفتاحًا وشراكة أوثق بين الطرفين، تعكسها الاتفاقات المتعددة التي تم توقيعها.

إن اتفاق لندن وبرلين على تعزيز مكافحة مهرّبي البشر 2025 لا يمثل فقط تحالفًا أمنيًا بين قوتين أوروبيتين، بل يُعد جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة لمستقبل التعاون الأوروبي في مواجهة التحديات المعاصرة، بدءًا من الأمن والهجرة، ومرورًا بالدفاع، وانتهاءً بالذكاء الاصطناعي والبنية التحتية. ومع دخول معاهدة كينسينغتون حيز التنفيذ، يبدو أن العلاقات البريطانية الألمانية تتجه نحو مرحلة جديدة من التكامل، تُعيد رسم معالم التعاون الأوروبي بعد سنوات من الاضطراب السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى