صحة و جمالمنوعات
أخر الأخبار

سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم ومضاعفات خطيرة 2025

سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم ومضاعفات خطيرة 2025

سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم ومضاعفات خطيرة أصبح محور اهتمام الأطباء والباحثين في السنوات الأخيرة، بعد اكتشاف أن بعض حالات ارتفاع الضغط لا تعود فقط إلى العوامل الوراثية أو نمط الحياة، بل إلى اضطرابات هرمونية خفية قد تمر دون تشخيص. وتكشف الدراسات الحديثة أن خللاً في بعض الغدد الصماء، مثل الغدة الكظرية أو الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ أو مزمن، مما يجعل التعرف على السبب الهرموني خطوة أساسية نحو العلاج الفعّال.

سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم ومضاعفات خطيرة: دراسة تحذر من تجاهل فرط الألدوستيرونية الأولية

سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم قد يكون غائبًا عن تشخيص العديد من الأطباء، رغم انتشاره الواسع بين المرضى، بحسب ما كشفت عنه دراسة طبية حديثة نُشرت في مجلة الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي. الدراسة حذّرت من أن الأطباء، سواء في الرعاية الأولية أو حتى في تخصص أمراض القلب، غالبًا ما يغفلون عن فحص هرمون يُعد أحد الأسباب المباشرة لارتفاع الضغط لدى عدد كبير من المرضى.

فرط الألدوستيرونية الأولية.. الاضطراب الصامت

تشير الإحصائيات إلى أن ما يقارب 30% من مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين يراجعون أخصائيي أمراض القلب، و14% من المرضى لدى أطباء الرعاية الأولية، يعانون من حالة تعرف باسم “فرط الألدوستيرونية الأولية”. هذه الحالة الهرمونية تنجم عن قيام الغدتين الكظريتين بإفراز كميات مفرطة من هرمون الألدوستيرون، ما يؤدي إلى احتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم، وبالتالي رفع ضغط الدم.

ورغم شيوع هذه الحالة، فإن معظم المرضى لا يخضعون لتحليل دم بسيط يمكنه الكشف عنها في مراحل مبكرة. هذا التأخير في التشخيص يؤدي غالبًا إلى مضاعفات خطيرة نتيجة استمرار ارتفاع ضغط الدم دون علاج مناسب.

اقرا ايضا عن : تفسير حلم وقوع الاسنان في المنام والإمساك بها في اليد 2025

مضاعفات صحية خطيرة بسبب تجاهل السبب الهرموني

تؤكد الدكتورة غايل أدلر، اختصاصية الغدد الصماء في مستشفى “بريغهام آند وومينز” في بوسطن، والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن المصابين بفرط الألدوستيرونية الأولية يواجهون مخاطر أعلى للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مقارنة بمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم الأساسي. وتشير إلى أن التشخيص المبكر عبر فحص دم بسيط يمكن أن يحدث فرقًا هائلًا في حياة المرضى، عبر توجيههم للعلاج الصحيح في الوقت المناسب.

وذكرت أدلر أن تجاهل السبب الهرموني لارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تأخر في العلاج لسنوات، وهو ما يرفع احتمال تعرض المرضى لمشاكل صحية معقدة تشمل:

  • السكتة الدماغية بمعدل 2.6 مرة أكثر من غيرهم

  • فشل القلب بمعدل الضعف

  • عدم انتظام ضربات القلب بمعدل 3.5 مرات

  • زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 77%

الألدوستيرون: هرمون صغير بتأثير كبير

يلعب هرمون الألدوستيرون دورًا حيويًا في تنظيم توازن الصوديوم والبوتاسيوم في الجسم، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم. لكن عندما تفرز الغدد الكظرية هذا الهرمون بكميات مفرطة، فإن الجسم يحتفظ بكميات زائدة من الصوديوم ويفقد البوتاسيوم، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج التقليدي في كثير من الأحيان.

هذا النوع من ارتفاع الضغط غالبًا ما يُشخّص بشكل خاطئ على أنه “ارتفاع ضغط دم أساسي”، وهو ما يؤخر الحصول على العلاج الملائم لسنوات.

توصيات طبية جديدة لفحص السبب الهرموني

في ضوء نتائج الدراسة، أوصى الباحثون بضرورة إدراج فحص مستويات هرمون الألدوستيرون ضمن التحاليل الروتينية التي تُجرى لأي مريض يتم تشخيصه بارتفاع ضغط الدم. وأكدوا أن هذا الإجراء يمكن أن يُحدث تحولًا كبيرًا في التعامل مع المرض، ويقلل من احتمالية تطوره إلى مشاكل أكثر خطورة.

وفي حال تم اكتشاف الإصابة بـ”فرط الألدوستيرونية الأولية”، فإن خيارات العلاج تشمل:

  • العلاج الدوائي: من خلال أدوية تعمل على تقليل تأثير الألدوستيرون أو تقليل إنتاجه

  • التدخل الجراحي: بإزالة الغدة الكظرية المسؤولة عن الإنتاج الزائد في حال كانت واحدة فقط

  • تغييرات في نمط الحياة: مثل خفض استهلاك الصوديوم، وإنقاص الوزن، واتباع نظام غذائي صحي

لماذا لا يُشخّص هذا السبب بسهولة؟

يشير الخبراء إلى أن السبب الرئيسي في تجاهل السبب الهرموني لارتفاع ضغط الدم يعود إلى قلة الوعي بين الأطباء بأهمية فحص الألدوستيرون، إضافة إلى الاعتماد على الأدوية الخافضة للضغط دون التعمق في السبب الجذري.

كما أن الأعراض لا تكون واضحة دائمًا، ما يجعل المرض “صامتًا” في كثير من الأحيان، ولا يُكتشف إلا بعد تفاقم الأضرار على القلب أو الأوعية الدموية أو الكلى.

دعوة لزيادة التوعية الطبية

تؤكد هذه الدراسة أهمية رفع مستوى الوعي بين الأطباء والمرضى على حد سواء، حول أهمية فحص مستويات الألدوستيرون لدى مرضى الضغط، خصوصًا من لا يستجيبون للعلاج أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الغدد.

وفي هذا السياق، تُعد هذه الدراسة دعوة لإعادة النظر في بروتوكولات تشخيص وعلاج ارتفاع ضغط الدم، بهدف تقليل العبء الصحي العالمي لهذا “القاتل الصامت”، الذي يمكن أن يُدار بشكل أكثر فعالية إذا ما تم اكتشاف أسبابه الهرمونية مبكرًا.

إن سبب هرموني لارتفاع ضغط الدم قد يكون مفتاحًا لفهم وعلاج نسبة كبيرة من الحالات التي لم تجد استجابة من الأدوية التقليدية. ومع توفر اختبار دم بسيط ومنخفض التكلفة، لم يعد من المقبول تجاهل هذا العامل الحاسم في التشخيص والعلاج. إن الكشف المبكر عن فرط الألدوستيرونية الأولية لا ينقذ الأرواح فقط، بل يخفف من الأعباء الطبية والاقتصادية على المدى الطويل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى